أراد سيرل أن يعيد للواقع هيبته مثيرا السؤال حول وجود واقع خارجنا لا يعبأ بوجودنا ولا بلغتنا ، غير انه لا يعتذر علينا ان نقاربه. بعد أن أزعجته مبالغة أصحاب النزعة المثالية ، وخفاء اللاوعى مستعصيا على الرصد ، وأرقة التوسع الحداثي فى مفهوم العلامة، واستحالة المعرفة، والتلاعب باللغة ، والتأرجح بين الإخفاء والبوح ، والأنتهاك ، وخداع الشكل . أرقته نزعات الشك، كما أزعجه تضييق اللغويين حدود اللغويات ، مقللين من شأن "الكلام" لحساب " اللغة" ومن قيمة القصد العقلى لحساب الاستجابات الفطرية. وقد دفع بعض أنصار الحداثة أصحاب "نظرية أفعال الكلام" زاعمين أنه لا مساحة للغة الخيال عندهم ولا اعتراف بالمجاز ، زاعمين أن مصدر خطأ جون سيرل يكمن فى أنه لم يفهم الفرق بين الفلسفة الأنجلو امريكية وفلسفة القارة الأوربية .
33 ج.م + مصاريف الشحن