عرض من 1 الي 20
يعرض هذا الكتاب جداريات مقابر أمراء إقليم بنى حسن من فترة الدولة الوسطى ، والتى تعد من أثمن كنوز الفن المصرى القديم . ويعطى الكتاب صورة لحالة المقابر اليوم ، وبخاصة الصور الفنية القيمة ، ويقدم معلومات قيمة عن حالة ومستوى البحث العلمى للمقابر وتاريخها ، وتحليل لفنى العمارة والتصوير الجدارى
كان لعلماء المصريات الأوربيين أثر عظيم فى ذلك الوقت فى الكشف عن هذا التاريخ الضائع ، وبدأ المثقفون من المصريين ينفتحون أيضاً عليه ، ويكشفون ما فيه من أشياء ظلت خفية قروناً طويلة ، وبدأ بعضهم يبحث تحت رعاية علمية من الأوربيين فى البعثات الدراسية التى كان يرسلها محمد على وابناؤه إلى أوروبا . كان أثر الإنفتاح على التاريخ المصرى عظيماً فى مصر وأوروبا على السواء . فى أوروبا ظهر جنون علم المصريات ، وظهرت الدعوات التى تحاول الاستيلاء على التاريخ المصرى باعتباره جزءا أو أصلاً للتاريخ اليونانى الأوروبى ، وهى الدعوات التى وصلت نهايتها المنططقية بالدعوة إلى الإستيلاء على مصر نفسها، حتى الاستيلاء الفعلى عليها والمتمثل فى الاحتلال البريطانى عام 1881. أما فى مصر فقد كان الاثر مختلفا على المصريين الذين بدأو يدرسون ويعرفون . اكتشف هؤلاء ان لهم تاريخا قديما يستحق الذكر . وبعد أن ظلت مصر زمناً طويلاً فى غياهب الظلام الذى فرض عليها من تعاقب المحتلين والولاة الأجانب إذا بها فجأة تجد نفسها . وكتب منهم من كتب يحاول إيقاظ أبناء وطنه لينتبهوا إلى هذا التاريخ الطويل ، وينهلوا من هذه المعرفة الجديدة ، حتى كان الحدث الأكبر وهو اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون . وفجأة انفجرت المشاعر الوطنيه لدى الكثيرين ، وظهرت نتيجة هذا الجيشان سيولاً من الكتب الأدبية وغير الأدبية . والمقالات الصحفية ، تدور حول المصريات وحول الفراعنة وحول الهوية المصرية .
تمر الأيام وتنقضي السنون، ويفنى جيل بعد جيل، ولا يبق سوى التاريخ، والحضارة بل يتغير التاريخ ويتبدل، وتختفي الحضارة وتزول، ولا يبق سوى آثارها التي تدل على قدر عِظمها، وعَظمة صانعيها. هذه حال مساجد مدينة دلهي العتيقة ومآذنها، التي يحكي كل حجر منها كيف أن بُناة هذه الصروح قد بذلوا- بكل حب وتضحية- الجهد والعرق في بناء تلك القطع الأثرية وتشييدها حتى باتت على هذا الشكل من الروعة والإبداع، لذلك فمن حق بُناة هذه المساجد علينا أن نقف لهم إكبارا، وإجلالاً واعترافا منا بدورهم الفاعل. ولا يجب أن نقصر الفضل للملوك والأمراء الذين بُنيت في عهدهم هذه المساجد، غافلين الأيدي الخفية، بل الأيدي الفاعلة وراء هذه الصروح الشاهقة