وجبة المساء هو العنوان الذى اختاره "أندريه ميكيل" أبرز وجه فى الاستشراق الفرنسى المعاصر، ليطلقه على يومياته عن الفترة التى قضاها فى السجن بالقاهرة، بين ثكنات احتجاز مباحث أمن الدولة، ومقر سجن الاستئناف المجاور لمديرية أمن القاهرة بميدان بابا الخلق على مدى مائة وخمسة وثلاثين يوما، امتدت بين خريف 1961، وربيع 1962، مرورا بالاستجوابات الشاقة، وما تتطلبه فى عرف بعض القائمين عليها من ألوان الضغط والمعاملة القاسية، ووصولا إلى الإقامة فى سجن، يخصص جانب منه للمحكوم عليهم بالإعدام، أصحاب الملابس الحمراء، وجانب أخر للمسجونين العابرين، أصحاب الملابس الخضراء من مثيرى الشغب والسارقين وأضرابهم، وجانب ثالث للجواسيس الذين أدرج بينهم أندريه ميكيل ورفاقه الدبلوماسيين الفرنسيين فى القاهرة، المتمتعين نظريا بالحصانة الدبلوماسية الدولية، والذين تمت معاملتهم فعليا بتهم غير محددة، غامضة.