يتركز هذا الكتاب على فكرة المجهول أو الهاوية . والكاتب يعى بهذا المجهول أشياء كثيرة تتصل بنا وأحيانا تعيش فينا ، فهو لا يقصد به فقط العالم الآخر ، عالم ما بعد الموت أو الغيبيات وكل ما هو غير مرئى ، إنما يقصد به أيضاً ذلك المجهول الذى نعانيه فى تصرفاتنا وحياتنا بوصفنا آدميين . يتكون الكتاب من مجموعة قصص كل قصة فيه منفصلة عن الأخرى تماما ، فلا يربطها إلا هذا المجهول الذى يتخذ أكثر من شكل كما ذكرت . إذن يحوى هذا الكتاب رؤية ل\فلسفية مدهشة ، يوضح ويفسر ويحلل هذا الغموض الذي يتسم به أبطال هذه القصص . فمنهم من يسير فى طريق دون أن يجد له نهاية ، وهم يبحثون فى أشياء غامضة وغيبية ( كالثقب الأسود ، وسر الكون ) دون كلل أو تعب أو توقف ، ولكنهم فى النهاية يضلون طريقهم دون أن يجدوا شيئاً قاطعا وحاسما ، وكلما أشرفوا على بلوغ النهاية إذا بهم أمام طريق آخر وهكذا. ومن ناحية أخرى ، هناك شخصيات تعانى من المجهول فى دنياها ومعيشتها . فالمجهول هنا ليس شيئا غيبياً أو لا وجود له وإنما له وجود ويتكون من اشياء محسوسة ، كأن يبحث الواحد عن حل لمشكلة ما ، دون ان يجد لها حلاً ، أو أن يعتقد فى خرافة لا يجب تصديقها ، كما نجد أيضاً بعض الشخصيات ليس لها هدف محدد فى حياتها ولا تستقر على شيء معين . وهذا النوع يبحث عن شيء موجود ولكنه دائما يجهل مكانه فلا يجده.