من نحن حقاً .. نحن الذين أبدينا تصميماً هائلاً على رفض العنف الأعمى وعلى إيماننا يالجمهورية فى 11 يناير 2015 ؟ تظهر لنا دراسة الخرائط والتحليل السوسيولوجى لثلاثة أو أربعة مليون متظاهر باريسى العديد من المفاجآت . لإنه إذا كان شارلى ينادى بقيم ليبرالية وجمهورية ، فإن الطبقات الوسطى الواقعية والتى تتظاهر فى هذا اليوم العظيم للإستنكار كان فى ذهنها برنامج آخر ، بعيد عن المثل الأعلى المعلن عنه . قيمها العميقه التى كانت تستدعى بالأحرى لحظات تعيسه فى تاريخنا القومى : نزعة نحافظة ، وانانية وسيطرة ، وعدم مساواة . هل على فرنسا أن تستمر فى إساءة معاملة شبابها وأن تقصى إلى ضواحى مدنها أبناء المهاجرين وأن ترسل إلى قاع المحافظات الإقليمية طبقاتها الشعبية ، وأن تشيطن الإسلام ، وتغذى معاداة السامية يزداد تهديدها تدريجياً؟ التعرف على القوى الأنثروبولوجية، والدينية ، والإقتصادية ، والسياسية التى قادتنا إلى حافة الهاوية ، والإشارة إلى الطرق الصعبة وغير اليقينية ، ومع ذلك الممكنه للعودة إلى الجمهورية الحقيقة ، هذا هو الطموح الذى يسعى إليه هذا الكتاب .
100 ج.م + مصاريف الشحن