شهد العقدان أو الثلاثه الماضية زيادة كبيرة فى عدد الباحثين المهتمين بتاريخ رسم الخرائط ، فارتفع عددهم فى " الدليل الدولى " ( ينشر دولياً عبر ترينج المحددوة لمطبوعات جامعى الخرائط) من أقل من 400 رسام عام 1992 إلى عام 1998 . كان هناك تطور مماثل بالنسبة لفهمنا للأهمية التاريخية للخرائط ، وظهرت العديد من المناقشات الجديدة ، ولكن ثلاثاً منها حظيت بأهمية خاصة فيما يتعلق بهذا العمل . فأصبح تعريف الخرائط أكثر شمولأ ودقه . وكانت هناك محاولات عديدة لوضع الخرائط فى إطارها الإجتماعى والاقتصادى ، كما نجح الباحثون فى إظهار أن توجه رسم الخرائط كان توجهاً عالياً فى المجتمعات الإنسانية . كل من السياقات الجديدة أسهمت فى استيعاب هذا المفهوم فى عملنا الحالى الذى يسعى بشكل أساسى لشرح أسباب قلة أعداد الخرائط فى أوروبا عام 1400 ، بينما وجد كثير منها عام 1650 ، وكذلك تتبع آثار هذا التحول الفكرى الكبير ، ولم يكن هذا الموضوع يلقى أى اهتمام فى الأعمال المعاصرة نهائياً ولو فى عمل واحد ، اللهم إلا بعض الأسئلة التى طرحها البروفسيور بى دى إيه هارفى فى كتابه " تاريخ الخرائط الطبوغرافية" المنشور فى لندن عام 1980