إن أحد الأهداف الرئيسية لهذا الكتاب أن هيقدم جانبا من الخلفية المؤسسية الأكاديمية تساعد فى تفسير كيف تطورت الفلسفة الفرنسية خلال القرن العشرين ، فإن اعتقادى بأن النقص النسبى للوعى السائد بين الطلاب والدارسين باللغة الإنجليزية للنظام الأكاديمى الفرنسى ، وأيضاً الدور الذى يلعبه هذا النظام فى التكوين العقلى للفلاسفة الفرنسيين قد نتج عن قصور الانتباه إلى كثير من العوامل المهمة التى أثرت فى الانتشار التاريخى للفلسفة فى فرنسا . وهذا القصور فى الانتباه يظهر بوضوح للغاية فى حالات المفكرين الفرنسيين البنيووين فى حقبة ما بعد1960 ،بالإضافة إلى أن هذا القصور فى الإنتباه يعبر عن نفسه فى عدد من الوسائل والأساليب. فهناك ، أولا إحساس عام بأنه فى الوقت الذى نجد فيه الكثير من المفكرين يستجيبون للبنيويين السابقين عليهم ، نراهم يستلهمون ، وعلى نحو أكثر مباشرة ، فكر الفلاسفة الألمان "هوسرل" ،"هيدجر" ، "نيتشه" ، وعلى وجه الخصوص فلسفة هيجل ، وإنى آمل – من خلال التناول التاريخى- للقرن العشرين أ، أنهض بتصحيح هذه اتصورات الخاطئة عن الفلسفة الفرنسية.
27 ج.م + مصاريف الشحن