يتخذ جويتيسولو من شعيرة الأربعينية، أو ما يطلق عليه فى مصر حداد الأربعين يوماً التى تعقب رحيل المتوفى، رحلة روحية صوفية، ينطلق منها ليرصدها فى قالب يغلب عليه هوس المعرفة وتقصى أسرار العالم الآخر فى حياة ما بعد الموت والبعث، ليبدأ سفره صاعدا إلى السموات السبع فى رحلة تشبه الإسراء والمعراج، يستلهم فيها ومضات وإشارات من أمهات الكتب التراثية الإسلامية مثل "رسالة الغفران" لأبى العلاء المعرى، و"المراتب السبعة" لإمام العارفين والشيخ الأكبر محى الدين بن عربي، مروراً بشيوخ الصوفية وشعرائها، فتطالعنا باقة من أسماء مثل جلال الدين الرومي، والسهروردي، وغيرهما من رموز التراث العربى الإسلامي إلى جوار المبدعين والمفكرين الغربيين والأسبان، مثل دانتى، وميجيل دى ثربانتس، وكيبيدو وسورخوانا اينيس دى لا كروث وغيرهم. وإن كانت بوصلة الحكى تتجه دوماً خلال الذهاب الأربعينى إلى مدينة القاهرة حيث المساجد والمقابر والأضرحة، واستشراف الأجواء السحرية الغامضة التي تعقب الأربعينية.
12 ج.م + مصاريف الشحن