لا شك أن التوجه الثقافى الذى اتخذته ’دراسات الترجمة‘ على مدى السنوات الخمسة عشرة الماضية يرجع فى جانب منه إلى النمط المطرد فى الترابط الدولى فى عالمنا، والحاجة إلى زيادة الترجمة، وتحسين مستواها، وهو ما يفرض علينا ضرورة تجاوز مجرد الألفاظ، فلا يكفى التوصل إلى أفضل طريقة لنقل ألفاظ النص المصدر، بل الأهم معرفة ما تعنيه الألفاظ فى سياق موقف معين، وسياق ثقافى محدد. وعتبر"الإحالات" – أى الإشارات إلى نصوص أخرى بالاقتباس أو غيره – عنصرا من العناصر المرتبطة بالثقافة فى أى نص من النصوص، وعدم الإلمام بمصادر الإحالات فى النصوص الأخرى يمثل عقبات ثقافية يواجهها المترجم ولابد لم من التغلب عليها حتى ينقل الدلالة التى يريدها المؤلف أو المعنى المحدد الذى يرمى إليه النص كاملاً غير منقوص. وتبحث هذه الدراسة الطرائق المختلفة للتعامل مع الإحالات عند ترجمة أى نص من النصوص، وهى دراسة أكاديمية لا غنى عنها لمترجم الأدب خصوصًا بل للمترجم الصحفى أيضًا فى هذا العصر الذى تتشابك فيه الثقافات وتتداخل.
74 ج.م + مصاريف الشحن