فى حوالى 411/410 ق.م عٌرضت مسرحية " الفينيقيات " التى تتناول أسطورة أوديب وأسرته ، الأسطورة التى جذبت أنظار شعراء التراجيديا الإغريقية الثلاثة العظام وألهمتهم أعمالاً ما تزال خالدة وتعرضها المسارح حتى يومنا هذا أو تأخذ أفلام السينما بعض موضوعات منها. ورغم أن مسرحية " الفينيقيات " تبدأ بعد إكتشاف الحقيقة ، حقيقة أن أوديب قتل والده وتزوج أمه ، وبعد وصول ولديهما المذكور لإلى سن مناسبة وتصارعهما على عرش طبة ، فإن هذه المسرحية تستعرض أسطورة أوديب بالكامل منذ البداية حتى موت الشقيقين وإعلان أنتيجونى أنها ستدفن شقيقها مهما كانت العواقب ، بل إن يو كاستا التى تظظهر فى بداية المسرحية تستعرض قصة تأسيس مدينة طيبة ذاتها على يد كادموس الذى قدم من الشرق وأسس مدينة يستقر فيها هو واتباعه فى هذا المكان بناءاً على وصية الإله أبوللو ، وتؤكد العديد من الشخصيات على قصة تأسيس المدينة فى أكثر من موضع . ولكن من اللافت للنظر أن يو كاستا تبدو متماسكة تماماً فى هذه المسرحية وتبدو أكثر إهتماماً بمصير ولديها وما قد يصيبهما من مكروه ، إذ لا يظهر فى حديثها ما ينم عن فزعها من الحقيقة المخيفة ، حقيقة أنها تزوجت إبنها الذى أنجبته والذى منه أنجبت أولادا صاروا أبناءً وأشقاءً له ، وبالتالى فهى ما زالت تواصل حياتها وكأن شيئاً لم يحدث ولم تقدم على الإنتحار سوي بعد موت ولديها . ونجد كذلك أوديب مازال يعيش فى قصره بعد أن فقأ عينية ولو يرحل عن طيبة سوى بعد موت ولديه.
39 ج.م + مصاريف الشحن