إن الجدل الدائر حول العولمة هو بدون شك أحد الأسباب التى تجعل منها موضوعا لا يدانيه فى صعوبته أى موضوع آخر من الموضوعات التى تشغل تفكيرنا . ومع ذلك فالأمر الأكثر أهمية بكثير هو عظم وتنوع وتعقد عملية العولمة التى تشمل تقريبا كل إنسان وكل شيء وكل مكان بطرق يصعب حصرها. لقد أصبحت العولمة ، وبشكل متزايد ، موجودة فى كل مكان . إننا نعيش فى عصر عولمى ، او بالأحرى فى عصر العولمة . إن العولمة تمثل بوضوح تغييراً بالغ الاهمية ، بل ويمكن القول بأنها أهم تغيير طرأ على التاريخ الإنسانى ، وهو ما ينعكس فى مجالات كثيرة ولاسيما فى مجالات العلاقات الإجتماعية ، وبشكل خاص فى تللك العلاقات والبنى التى تنتشر على نطاق واسع جغرافياً. وعلى الرغم من أن جل اهتمامنا يقع فى هذا الكتاب على العولمة ، فإن العديد من الباحثين لا يقبلون فكرة أننا نعيش فى عصر العولمة . ومع ذلك يتبنى هذا الكتاب وينطلق من منظور عولمى . لقد باتت العولمة أمراً واقعا. لقد غدت من الاهمية بمكان بحيت يمكن أن تطلق على العصر الذى نعيش فيه " عصر العولمة" كما يقوم الكتاب الذى ينطلق من عدد من النظريات بدءاً بالغمبريالية والأمركه و ( الأمركه المضادة) وصولا إلى الليبرالية الجديدة وبدائلها المتمثلة فى الماركسية الجديدة والنماذج الكبرى للنظرية الثقافية ، بفحص الاحداث المؤثرة فى تاريخ العولمة والتدفقات والبنى الأساسية المقدمة فى هذا السياق التاريخى . ومن بين الموضوعات الرئيسية التى يتناولها الكتاب : الاقتصاد ، الثقافة ، التكنولوجيا ، الميديا ، الإنترنت ، الهجرة ، البيئة ، التفاوتات العالمية ، ك مستقبل العولمة . والكتاب مزود بمجموعة من الخرائط ومسرد بالمصطلحات المهمة ، ويقدم للقارىء ليس فقط ةصفا للعولمة ، وإنما يقدم أيضا تحليلاً نقدياً لها.
142 ج.م + مصاريف الشحن