العولمة والثقافة موضوع مفعم بالحيوية فى تدفق مستمر؛ فهو يظهر فى أنماط الحياة واللقاءات عبر الثقافية والهجرة والعلاقات الكونية/المحلية والموسيقى والسينما والتسويق والطهو وهلم جرا. وبتغير ديناميكيات العولمة لايتغير مد وجزر الثقافة فحسب، بل تتغير سواحلها أيضا. وربما يكون التغير الأهم هو ظهور عالم الجنوب محركا للاقتصاد العالمى والتغيير الكونى. ليست هذه الديناميكية جديدة، وإنما تسارعت خطاها واتسع مداها مع تغيرات فى سياسة التجارة الدولية (مثل منظمة التجارة العالمية)، ونهوض صناعات وشركات متعددة الجنسيات من الجنوب، وتأثير صناديق الثروة الحاكمة القادمة من الجنوب فى التمويل والاستثمار العابر للقوميات، وتزايد الطلب على السلع، وتنامى علاقات الجنوب/جنوب وعلاقات الشرق/جنوب. وبمرور الوقت يُظهر هذا التحول الهائل فى العولمة أثره فى النماذج والتدفقات الثقافية. التوجه الرئيسى لهذا الكتاب هو أن العولمة بعبارات ثقافية تميل نحو مزج كونى. ويتناول الكتاب بشكل أساسى العولمة باعتبارها تهجينًا، حيث يقدم هذا المنظور واحدًا من ثلاثة نماذج رئيسية للعولمة والثقافة، شارحًا فرضية التهجين بالتفصيل، ومخصصًا فصلا للرد على الانتقادات الموجهة للتهجين أو ردة الفعل المناهضة للتهجين، كما يتناول تطور التهجين فى علاقات الشرق/الغرب.
25 ج.م + مصاريف الشحن