إن قراءتك للفصول واحدًا تلو الآخر ، تجعلك تشعر وكأنك واقف تتأمل الغروب ، أو كأنك فى رحلة سفارى تطلق النار على الأسود وتشم رائحة الجبال فى مرتفعات نجونج . هناك كذلك حزن شفيف فى النص، لأنك تتابع انهيار سعادتها . ففى أفريقيا كانت تبقى فى المكان الذى تود البقاء فيه وكانت سعيدة هناك ؛ ولكن كان عليها أن ترحل. لقد رحلت عن كل ما أحبته ، عن الناس والأصدقاء وزوجها وحبيبها. حينما تشارف على قراءة السطور الأخيرة من "راحلة من أفريقيا " ستشعر وكأنك بالفعل كنت هناك، وتنتقل إليك حساسية الكاتبة بالفقد الكبير .تشترك كارين بليكسن فى تجربتها الخاصة بالرحيل عن البلد الذى أحبته مع كتاب آخرين ، مثل سيرة إدوارد سعيد "خارج المكان " وكتاب الباحث المصرى إيهاب حسن عن ذكرياته "خارج مصر" هؤلاء الكتاب قد يرحلوان بسبب الظروف ، لكن ليس لنهم أحبوا الرحيل عن المكان ؛ وإنما لأنهم ينتمون للطبيعة،وكان عليهم ان يحققوا أحلامهم فى مكان آخر.
78 ج.م + مصاريف الشحن